الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ }

قوله تعالى { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } اى من نسى الله وترك مراقبته ولم يستحي منه واقبل الى شئ من حظوظ نفسه قيض الله له شيطانا يوسوسه فى جميع انفاسه ويغوى نفسه الى طلب هواها حتى يسلطه على عقله وعلمه وبيانه وهذا كما قال امير المؤمنين على عليه السّلام الشهوة والغضب يغلبان العقل والعلم والبيان وهذا جزاء من اعرض عن متابعة القران ومتابعة السنة وقال سهل حكم الله تعالى انه لا يرى قلب عبد يسكن الى شئ سواه الا اعرض عنه وسلط عليه الشطان ليضله عن طريق الحق ويغويه وقال ابن عطا من لم يداوم على الذكر فان الشيطان قرينه ومن داوم عليه لم يقربه الشيطان بحال وقال الواسطى من صرفنا قلبه عن مواعظ القرأن وحجبناه عنه نقيض له شيطانا فقارنه حتى يصرفه عن الحق وذلك باذن الله وخذلانه قال تعالى وما هم بضارين به من احد الا باذن الله قال جعفر من جهل معرفة ما انعم الله عليه بذكره ولم يشكر ذلك قرن به شيطانا لا يفارقه فى جميع افعاله واحواله واقواله.