الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لِتَسْتَوُواْ عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا ٱسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُواْ سُبْحَانَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ }

قوله تعالى { لِتَسْتَوُواْ عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ } اجل نعمة الله على العباد ان يقويهم على نفسهم الامارة وينصرهم عليها حتى يركبوا عليها ويميتوها بالمجاهدات حتى استقامت فى طاعة الله فاذا استقامت وجب عليهم شكر نعمته وذكر كرامته وتذكر تلك النعمة ان يعرفوا لطيف صفاته فى ابداعهم وانوار صفته فى ظهورها من صنائعه ثم ينظروا بنورها الى غيبه ويعرفوا فى الغيب عين ذاته بعد ان شاهدوه به وهذه المعية لا تفارق عن العبد لمحة وشكرها واجب عليه بنعت المعرفة على السرمدية قال بعضهم من لم يعرف نعم الله عليه الا فى مطعمه ومشربه ومركبه فقد صغر نعم الله عنده ثم بين الله ان تسخير النفس بعد استوائها فى طاعة الله يكون بتسخير الله لا بالكسب والمجاهدة ولذلك قال سبحانه { إِذَا ٱسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُواْ سُبْحَانَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } اخرج تسخيرها من كسبهم اى وما كنا مطيقين بتذليلها.