الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمِنْ آيَاتِهِ ٱلْجَوَارِ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ } * { إِن يَشَأْ يُسْكِنِ ٱلرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }

قوله تعالى { وَمِنْ آيَاتِهِ ٱلْجَوَارِ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ إِن يَشَأْ يُسْكِنِ ٱلرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهْرِهِ } فى هذه الأية اشارة الى ان نفس قلوب العارفين فى بحار انوار ذاته وصفاته تجرى على اضطراب من غلبات صدمة صرصر عواطف سطوات احديته وازليته وابديته من حيث انها محدثة عاجزة خائفة من قهر عظمته والفناء فى معارف قاموس كبريائه فتلطف الحق بامساك قهر عظمته عنها فيمسكها بنور جماله فيظللن رواكد سواكن فى جريانها بشمال جماله ولولا فضله ورحمه لتفتت فى كشوف العظمة وبروز الكبرياء وهذا الاحوال السنية لا تكون الا لصبار بالحق فى الحق شكور برؤية فنائه فى بقائه ووجوده قائم بجوده قال الله { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }.