الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ وَيَمْحُ ٱللَّهُ ٱلْبَاطِلَ وَيُحِقُّ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ }

قوله تعالى { فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ وَيَمْحُ ٱللَّهُ ٱلْبَاطِلَ وَيُحِقُّ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ } بين الله سبحانه قدس استغنائه عن المخلوقين حتى من نبيّه وصفيّه وجميع الملائكة والرسل بانهم لو خالطوا - حاشاهم - فى أياته وبيان شريعته ليمحو وجودهم وقلوبهم وما لا يليق بدينه ويثبت الحق والحقيقة بكلماته الازلية الذى لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وفيه تقديس كلامه وطهارة نبيه عليه الصلاة والسّلام عن الافتراء وكيف يفترى وهو مصون من طريان الشك والريب والوساوس والهواجس على قلبه وفيه من النكت الغريبة اى لو تظهر سر السر وغيب الغيب تربط على قلبك لطف الصحو حتى لا تفشى سرّنا من سكرك فيهلك العباد فيه قال سهل يختم على قلبك ختم غلبة الشوق والمحبة فلا تلتفت الى الخلق وتشتغل باجابتهم وأبائهم وقال الواسطى إن يشإ الله يختم على قلبك بما شاء ويمح الله الباطل بنفسه ونعته حتى تعلم انه لا حاجة به إلى احد من خلقه ثم يحقق الحق فى قلوب أنشاها للحقيقة.