الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ذَلِكَ ٱلَّذِي يُبَشِّرُ ٱللَّهُ عِبَادَهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }

قوله تعالى { قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ } قدس الله تعالى بهذه الأية حال نبيه صلى الله عليه وسلم ان يكون قلبه مشوبا بشئ من الحدثان فى دعاء الخلق اليه وانه يريد منهم جزاء دعوته ان يتقربوا الى الله ببذل الارواح فى محبته وبذل الاشباح فى خدمته وان يستنوا بسنته ويتبعوا أسوته فى جميع الانفاس طلبا لزيادة محبة الله اياهم ومتابعته قال الله سبحانه قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله قال سهل ان تقربوا الى باتباع سنته قال ابن عطاء لا أسألكم على دعوتكم اجراً الا ان تتودّدوا الى بان تعملوا من الاعمال ما يقربكم الى ربكم وقال الحسن كل من تقرب الى الله بطاعته وجبت عليك محبته قال الله { وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً } اى علما ومعرفة بنا وبما لدينا وتوفيقا للزيادة والرغبة فى طاعتنا ونزيده لطفا وكرما من عندنا ونلبسه نورا من نورنا ونجعله حسنا بحسننا قال بعضهم من تقرب الينا بطاعتنا اكرمناه بالتوفيق وزدناه من الاحسان اليه وهو ان نكرمه بالاقبال علينا والاحتراز عما سوانا قال الاستاذ فى قوله ويزيدهم من فضله اى الرؤية.