الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ }

قوله تعالى { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا } حرث الأخرة مشاهدته ووصاله وقربه وهذا للعارفين وحرث الدنيا الكرامات الظاهرة ومن شغلته الكرامات احتجب بها عن الحق لو يزيد من حرث الدنيا فهو معرفة الله ومحبته وخدمته والا فلا يزن الكون عند اهل المعرفة ذرة قال بعضهم فى هذه الأية من عمل لله محبة له لا طلبا للجزاء صغر عنده كل شئ دون الله فلا يطلب حرث الدنيا ولا حرث الأخرة بل يطلب الله من الدنيا والأخرة قال سهل حرث الدنيا القناعة وحرث الأخرة الرضا وقال ايضا حرث الأخرة القناعة فى الدنيا والمغفرة فى الأخرة والرضا من الله فى كل الاحوال وحرث الدنيا قضاء الوطر منها والجمع منها والافتخار بها ومن كان بهذه الصفة فما له فى الأخرة من نصيب قال الاستاذ نزيده اليوم فى الطاعات توفيقا وفى المعارف وصفاء الحالات تحققا ونزيده فى الأخرة ثوابا واقترابا وفنون النجاة وصنوف الدرجات.