الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَلِذَلِكَ فَٱدْعُ وَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ٱللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ }

قوله تعالى { وَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ } البس الله حبيبه انوار نعوته الازلية بنعت التجلى والكشوف لقلبه وعقله وروحه وسره وصورته فلما جعله كاملا من كل الوجوه قال له فاستقم كما امرت اى استقم بى على مرادى منك بحيث تستقيم بصفتى عند كشف حقائق ذاتى فان الكون واهله لا يستقيم فى موازاة ذرة من عين الالوهية والاستقامة فى الامر عموم فى المعرفة والمشاهدة خصوص الاستقامة فى العبودية للاولياء والاستقامة فى مشهد الربوبية للانبياء قال بعضهم حقيقة الاستقامة لا يطيقها الا الانبياء واكابر الاولياء لانها الخروج من المعهودات ومفارقة الرسوم والعادات والقيام بين يدى الحق على حقيقة الصدق ولذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم " استقيموا ولن تحصوا " اى لن تطيقوا الاستقامة التى امرت بها.