الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَٱسْتَقِيمُوۤاْ إِلَيْهِ وَٱسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ }

قوله تعالى { فَٱسْتَقِيمُوۤاْ إِلَيْهِ وَٱسْتَغْفِرُوهُ } اى استقيموا فى اقبالكم اليه بنعت التفريد عن الاكوان والحدثان وعن وجودكم واصبروا فى ساحة كبريائه حين شاهدتم انوار عظمته وجلاله حتى يجرى عليكم احكام الفناء فى بقائه وقميص الاستقامة لم يخط للحدثان لذلك قال عليه الصلاة والسّلام " استقيموا ولن تحصوا " وقال " شيبتنى هود واخواتها " لما فيه من قوله فاستقم فاذا وقع عليكم العلم بمعرفته فاستغفروه ومن ادراككم وعلمكم به ومعاملتكم له ووجودكم فى وجوده فانه تعالى أعظم من درك الخليقة وتلاصق الحدثان بجناب جلاله قال بعضهم الاستقامة مساواة الاحوال مع الافعال والاقوال وهو ان لا تخالف الظاهر الباطن والباطن الظاهر فاذا استقمت واستقامت احوالك فاستغفر من رؤية استقامتك واعلم ان الله هو الذى قومك لا انك استقمت.