الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٍ }

قوله تعالى { وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٍ } رسم ظاهر الأية ان المضطرب فى المعرفة اذا أنعم عليه من نعم الكرامات اشتغل بها عن الحق وفرح بما وجد منه واحتجب عن مشاهدته واذا لم ينل مأموله من الكرامات وجزاء الطاعات فيدعو ويتضرع وسال ماموله على الرغبة فى جميع الانفاس واشارة الحقيقة فى الأية اذا البس الحق انائيته العارف ويكون مستقلا بقدرته متصفا بصفاته ينظر من القدم الى ما بدا من القدم عليه واذا زاد الحق عرفانه بافراد قدمه عن الحدوث وبمعرفة فنائه فى بقائه وما ترى فهو هو تعالى لا غير يرجع الى معادن العبودية ويكون متضرعا عاجزاً فانيا فى سبحات جلاله يكدى على باب الربوبية بنعت الفقر والافتقار الى ذرة من معرفته.