الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }

قوله تعالى { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ } لعقول العارفين الى معدنه وهو ذات القديم وشفاء لقلوب العاشقين المشتاقين وارواح مرضى المحبة وسقمي الصبابة لانه خطاب حبيبهم وكتاب مشوقهم يستلذونه من حيث العبارات ويعرفونه من حيث الاشارات وقال جعفر شفاء لمن كان فى ظل العصمة وعمى على من كان فى ظلمة الخذلان فكما وصف الله اهل خالصته وما يقع لهم بخطابه وصف المنكرين كلامه والجاحدين وجوده بان فى اذان قلوبهم واسماع عقولهم وقر الخذلان والضلالة ولا يرون جمال خطابه بان ليس فى عيونهم انوار كحل مشاهدته ولا سنا عز هدايته بقوله { وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى } اذا لم يروا جمال القرأن بنور الفهم والايمان زاد طغيانهم بالانكار عليه لانهم فى مكان الضلالة وهو بعيد من ان يسمعوا بوصف الفهم والادراك والمتابعة قال ذو النون من واقر سمعه واصم عن نداء الحق فى الازل لا يسمع نداءه عند الإيجاد وان سمعه كان عليه عمى ويكون عن حقايقه بعيدا وذلك انهم نودوا عن بعد ولم يكونوا بالقرب.