الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكْرِ لَمَّا جَآءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ } * { لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }

قوله تعالى { وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ } عزيز من حيث امتنع اسراره عن تفهم الافهام وادراك الاوهام لانه كنوز غيب الذات والصفات وهو صفات الازلية مفاتيح كل صفة لا يدركه بالحقيقة عوض الفطن ولا تحويه الخواطر والذهن لا يزيله اباطيل الاولين ولا ترهات الاخرين لانه لا يحل فى الحدثان ولا يفارق عن ذات الرحمن فاذا كان الحق موصوفا به ازلا وابدا فكيف يغيره الحوادث وكيف يخلفه الازمنة والدهور قال ابن عطا عزيز لانه لا يبلغ احد حقيقة حقه لعزه فى نفسه وعز من انزله وغرضه انزل عليه وعز من خوطب به أولياءه واهل صفوفه وقيل البعد اوهام العباد عن حقيقته قال ابن عطا كيف ياتيه الباطل وهو الحقيقة ونزل من عند الحق وهو كلامه فكيف يلحقه باطل وبه يتحقق الحقائق وبه يصح احوال المتحققين وهو الحق على كل الاحوال والباطل ضده فكيف يجتمع المتضادان وهما متباينان من كل الوجوه قال ايضا كيف يكون الباطل عليه سبيل وهو من حق بدا وهو الحق فلا يتحقق به الا محقق.