الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَالَ رَبُّكُـمُ ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }

قوله تعالى { وَقَالَ رَبُّكُـمُ ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ } اى ادعونى فى زمان الدّعاء الذى جعلته خاصا لاجابة الدعوة فادعونى فى تلك الاوقات استجب لكم فان وقوع الاجابة فيها حقيقة بلا شك ومن لم يعرف اوقات الدعاء فدعاؤه ترك ادب فان الدعاء فى وقت الاستغفار من قلة معرفة المقامات فان السلطان اذا كان غضبان لا يسال عنه واذا كان مستبشرا فيكون زمانه زمان العطاء والفضل ومن عصى السلطان ويسال عنه شيئا فيضرب عنقه ومن يطع السلطان ثم يسال فانه اجدر ان يعطيه مأموله وايضا ادعونى فى وقت غلبان قلوبكم بالشوق الى لقائى استجب لكم بكشف جمالى واعطيكم مأمولكم لذلك قال عليه الصلاة والسّلام ادعوا الله على رقة قلوبكم وايضا ادعونى بلا سوال استجب لكم بلا محال فانك اذا شوقت الى جمالى تدعونى لنفسى فواجب من حيث الكرم ان اجيب لك بنعت مرادك فانك ان سالت شيئا لم تدعنى بل دعوت مرادك قال بعضهم ادعونى بلا غفلة استجب لكم بلا مهلة قال الوراق ادعونى على حد الاضطرار والالتجاء حيث لا يكون لكم مرجع الى سواى استجب لكم وقال محمد بن على من دعا الله ولم يعمر قبل ذلك سبيل الدعاء بالتوبة والانابة واكل الحلال واتباع السنن ومراعاة السر كان دعاؤه مردودا وخشى ان يكون جوابه الطرد واللعن.