الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ } * { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ ٱلظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ ٱلْلَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوۤءُ ٱلدَّارِ }

قوله تعالى { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ } نصرة الرسل بالعرفان ونصرة المؤمنين بالايقان وايضا نصرة الرسل بالوحى ونصرة المؤمنين بالالهام وايضا نصرة الرسل برؤية الصفات ونصرة المؤمنين برؤية الأيات نصرتهم يوم الاشهاد على وفق سرهم فى المعرفة فنصرة الرسل الوصلة ونصرة المؤمنين المشاهدة نصرهم على كل شئ يكاد ان يحجبهم عن المشاهدة فى الدنيا والأخرة وقال جعفر ننصر رسلنا بالمؤمنين ظاهرا وينصر المؤمنين بالرسل باطنا وقال سهل اكرمهم بالمعرفة والعلم ويوم يقوم الاشهاد بالرضا والرؤية وقال يحيى بن معاذ لم يرض بما ضمن لهم من النصرة فى الدنيا حتى ضمن لهم النصرة فى القيامة ومن كان الله ناصره فى الدنيا والأخرة فلا سوء عليه قوله تعالى { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ ٱلظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ } ظلمهم وضع المعذرة فى غير موضعها فان معذرتهم ان يكون فى الدنيا لا فى الأخرة وظلمهم ايضاً عدو لهم عن الحق الى الحق يا ليت لو كان لهم عناية الازلية التى تؤثر فى الاحسان جميعا ومن لم يكن له سوابق القدم بنعت العناية لم يؤثر فيه الاعمال والاوقات قال بعضهم يؤثر فى العباد السوابق على الاوقات ولو كان للوقت اثر لنفع الظالمين معذرتهم فلما اخبر الله عنهم بقوله يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم علمت ان السوابق هى المؤثرة لا الاوقات.