الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلْيَخْشَ ٱلَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً }

قوله تعالى { وَلْيَخْشَ ٱلَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُواّ ٱللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً } ندب الله سبحانه عباده عند مفارقتهم الدنيا الى ان يوصوا اولادهم بتقوى الله وتوحيده وتحببهم له وحثهم بالشوق الى لقائه والقول المعروف وصف الله وذكر افضاله وانعامه وأمرهم بتقوى الله فى ذلك ان لا يداهنوهم فيما يروا منهم من الميل الى غير الله وان يعطيهم تقواهم بالميراث فاذا كانوا متفقين فان الله خلقهم فى اولادهم وهكذا شان المشايخ عند مفارقتهم من المريدين الى دار الآخرة حتى لا يخفوا عنهم اسرار المقامات والحالات ويكلوهم الى الله بعزائم التوكل وتحقيق اليقين فانه لا سبيل للشيطان اليهم بعدهم قيل استعينوا على كثرة العيال وقلة ذات اليد بالتقوى فانه الذى يجبر الكسير ويغنى الفقير وقال جعفر بن محمد الصدق والتقوى يزيدان فى الرزق ويوسعان المعيشة قال الله تعالى فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا وقال الاستاد فى هذه الآية ان الذى ينبغى للمسلم ان يدخر لعياله التقوى والصلاح لا المال لانه لم يقل فليجمعوا المال وليكثروا لهم العقار والاسباب ويخلفوا العقل والاثاث بل قال فليتقوا الله فانه يتولى الصالحين وقد وقع لى قول آخر وهو ان المرء يطلب فى طول عمره الاموال الكثيرة ويذخرها لاولاده حتى يموت وهم يعيشون بها فان الله سبحانه علم نيته انه يكل اولاده الى المال والميراث فحذره من ذلك وامره بتقوى الله فان نيته فى ذلك منازعة قدره فإنه تعالى يفعل بهم ما يشاء من يتوكل على الله فهو حسبه وهو خلفه بعده.