الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ ٱلأَمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ ٱلشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }

قوله تعالى { وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } اعلم الحق سبحانه وتعالى ان المتكفلين برسوم العلم يظهرون من أنفسهم بالزى والمقالة الظاهرة انهم بلغوا مقام الربانيين والذين مخاطبون من الله باسرار القرآن المكاشفون بأنوار عجائبه ولطف حقائقه حين تعرضوا بالارواح الربانية والاسرار القدوسية لاستنباط جواهر الأسرار من بحار القرآن، أي: لو تركوا التطف وألقوا زمام الأمر إلى ملوك المعارف وهم أولو الأمر في الملك والملكوت ليسمعوا منهم حقائق مفهوم الخطاب وينجوا من مهالك آرائهم الباطلة قال ابن عطاء لو اخذوا طريق السنة وطرق الأكابر فى ارادتهم لأوصلهم ذلك الى المقامات الجليلة من مقامات الايمان التى هى محل الاستنباط وطرق المكاشفات قال الحسين استنباط القرآن على مقدار تقوى العبد فى ظاهره وباطنه وتمام معرفته وهو اجل مقامات الايمان قال ابو سعيد الخراز ان لله عباداً يدخل عليهم الخلل ولولا ذلك تفسدوا وتعطلوا وذلك انهم بلغوا من العلم غاية صاروا الى علم المجهول الذى لم ينصره كتاب ولا جاء به خير لكن العقلاء العارفون تحتجبون له من الكتاب والسنة بحسن استنباطهم ومعرفتهم قال الله تعالى { لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } قوله تعالى { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ ٱلشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً } فضل الله معرفته ورحمته حفظه وكلايته عبده من متابعة الشيطان وهذا عام فى المريدين خاص فى العارفين والفضل والرحمة منه للعموم ومحبته للخصوص الذين هم المستثنون بقوله الا قليلا قال ابن عطاء لولا فضله عليكم فى قبول طاعاتكم لجسرتم ما ضمن لكم فى اخرتكم لكن برحمته بخلكم من حسراتكم وتفضل عليكم بما نجاكم وقال الاستاذ لولا فضل الله مع اوليائه لهاموا في كل واد من التفرقة كاسكانهم فى الوقت.