الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }

قوله تعالى { مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ } ظاهر هذه الآية تدل على الوسيلة والوسيلة من الله هو الرسول اى من اطاع الرسول فقد اطاع الله بوسيلة الرسول وهذا مقام الامر والعبودية فى النبى صلى الله عليه وسلم وباطن الأية اشارة الى عين الجمع حيث يندرج صفاته تحت صفات القدم ويغنى خلقه فى خلق الازل ويخرج من تحت الفناء بصفة البقاء ويكون مرآة الحق تجلى منه للخلق فاذا كان كذلك امره وطاعته مع امر الله وطاعته واحد لموضع اتصافه واتحاده قال جعفر بن محمد من عرفك بالرسالة والنبوة فقد عرفنى بالربوبية والالهية قال ابو عثمان من صحح الاقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم والزم نفسه طاعته اوصله الله الى مقامات النبيين والصديقين والشهداء والصالحين قال الله تعالى ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من الانبياء والصديقين والشهداء وقال بعضهم المتحققون فى طاعة الرسول مع الانبياء والمقتصدون مع الشهداء والظالمون مع الصالحين وقيل طاعة الرسول طاعة الحق لفنائه عن اوصافه وقيامه على اوصاف الحق وفنائه عن رسومه وبقائه بالحق ظاهراً و باطناً فطاعته طاعته وذكره ذكره وبه يصل العبد الى الحق وبمخالفته ينقطع عنه.