الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَا حَضَرَ ٱلْقِسْمَةَ أُوْلُواْ ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينُ فَٱرْزُقُوهُمْ مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }

قوله تعالى { وَإِذَا حَضَرَ ٱلْقِسْمَةَ أُوْلُواْ ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينُ فَٱرْزُقُوهُمْ } امر الله سبحانه اولى النهايات من العارفين اذا انفتح لهم خزائن جود المشاهدة وانكشف لهم حقائق علوم الربوبية ان يقسمها على تلامذتهم المريدين الصادقين على قدر مراتبهم ومذاق حالاتهم واولو القربى اصحاب الصحبة واليتامى الساقطون عن الدرجة والمساكين اهل السلوك من المجاهدين أي حدثوا عن نوالى عند هؤلاء ليزداد محبتهم فيَّ وشوقهم إليّ لأزيد عليكم نعمتى فان كشفكم لطائفى عندهم شكر نعمتى ولئن شكرتم لازيدنكم فارزقوهم من موائد القربة وخوان العناية لقيمات الحقائق وان هذا يحدث من نعمتى ولذلك امر صفى المملكة ورئيس القرية ان يذكر لطيف صنفى به على امته لزيادة محبتهم جماله وجلاله بنعت بذل مهجتهم له بقوله واما بنعمة ربك فحدث قال محمد بن الفضل دلت هذه الاية على كرم الله تعالى مع عباده لانه امر اذا حضر من لا نصيب له فى الميراث ان يرزقهم منه دل بهذا انه اذا حضر عباده يوم القيامة فى المشهد العظيم انه يتفضل بعطائه على من لم يكن مستحقا لعطائه بمخالفته بايصال رحمته اليه بفضله وسعة رحمته وبلوغه الى منازل اولى الاعمال لانه قال قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون من افعالكم وطاعاتكم التى اعتمدتم عليها واعتمدوا فضلى وسعتى ورحمتى.