الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ ٱقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ أَوِ ٱخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُمْ مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً }

قوله تعالى { وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ ٱقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ أَوِ ٱخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُمْ مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ } شكى الله سبحانه عن احبائه بهذه الاية وتقصيرهم من بذل نفوسهم لرضائه اعلاماً منه للمحبين انهم لن تصلوا اليه الا بإيثار مراده على مرادهم وهذه الشكاية لا تكون من محل ايمانهم لانهم بحمد الله على الصدق والاخلاص والايمان واليقين وصلوا اليه لكن اخبر عن معارضة نفوسهم عند نزول البأس الا الاقوياء والمستقيمين فى المحبة بقوله الا قليل منهم لم اخبران قتلهم النفوس بالرياضات والمجاهدات والهجرة من الخطايا والذنوب وجيران السوء من امارات محبة الله وقال محمد بن الفضل اقتلوا أنفسكم بمخالفة هواها أو اخرجوا من دياركم أخرجوا حب الدنيا من قلوبكم ما فعلوه إلا قليل منهم في العدد كثير في المعنى وهم اهل التوفيق والولايات الصادقة وقرن سبحانه مقام المجاهدة بمقام المشاهدة وبين أن من قصر فى واجب حقوقه لم يبلغ إلى معالى الدرجات وذلك قوله تعالى { وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } اى بقاؤهم في مشاهدة الله خير من بقائهم فى الدنيا مع نفوسهم ورهن الوصل بقتل النفوس بقوله ولو انهم فعلوا وزاد الوضوح بالاية الثانية فى شرح ما ذكرنا