الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَعْلَمُ ٱللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً }

قوله تعالى { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَعْلَمُ ٱللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ } تسلى قلب نبيه عليه السلام بقوله يعلم الله ما فى قلوبهم اى لا تهتم فانا اجازيهم بما فى صدورهم فاحجبهم عن كل مرادهم فى الدنيا والآخرة فاعرض عنهم أي اترك صحبتهم وصحبة كل جاهل غافل وعظهم على قدر فهو مهم فان موعظتك لهم عقوبة حيث لم يعرفوها ولم يتبعوها حق الاتباع قال الواسطى أعرض عن الجهال وعظ الاوساط وأخبر بعيوب الأشراف وخاطب كلاً على قدر طاقته قيل أعرض عنهم بقولك وعظهم بفعلك قوله تعالى { وَقُل لَّهُمْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً } أي صفنى بالعظمة والكبرياء واستغنائي عن كفرهم وإيمانهم وبعدهم الابدى عني حين احتجبوا عنى بحب الرياسة والانكار على الانبياء والصديقين قال الجنيد كلهم على مقادير العقول ومحتمل الطاقة.