الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ ٱلأَمَانَاتِ إِلَىۤ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِٱلْعَدْلِ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }

قوله تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّواْ ٱلأَمَانَاتِ إِلَىۤ أَهْلِهَا } الامانة عهد الله الأزلي الذى عاهد به ارواح اهل القرب فى مشاهدة جماله حيث قبلت الارواح من الربوبية سمات العبودية ومن المشاهدة لطائف المحبة ووجدت اسرار الملك والملكوت عند سرادق الجبروت فكتمتها عن الاغيار فلما تلبست بالاشباح كادت ان تفشيها من الضعف عن حلمها فامرهم الله بكتمانها عن الخلق حتى يؤدونها الى الحق سبحانه عند كشف جماله فى الاخرة لانه تعالى اهل تلك الامانة وذلك قوله انا عرضنا الامانة لانه ايضاً امرهم الله باظهار ما كوشف لهم من احكام الغيب عند العارفين وكتمانها عن الجاهلين قال الجريري أفضل الأمانات أمانة الأسرار فلا يظهرها ولا يكشفها إلا لأهلها لأنهم أهل الأمانة العظمى وقال بعضهم الامانة اسرار الله واهل الامانة هم العارفون بالله والعالمون باسراره وهم الناظرون الى القلوب بانوار الغيوب فيحكمون عليها حقق الله احكامهم وهو الذى قال الله فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً.