الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَٰعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً }

{ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } اخبر عن تنزيه جلاله وتنزيه نواله عن النقص على المحسنين وبشر فى تضاعيف الآية الذين يظنون ان اعمالهم الصالحة لا تقع موقع القبول ولا يجدون ثوابها بانه تعالى يثيبهم على ذلك باحسن ما يحبون منه لان علمه تعالى محيط بما كان وما سيكون لا يعزب عن علمه مثقال ذرة من العرش الى الثرى لا ينقص ثواب الصادقين وان كان اقل من ذرة لانه خالق ذلك وكيف يخفى عليه ذلك وهذا اخبار عن كمال علمه وقدرته جميع المخلوقات وفيه إذا كان المرء مسيئاً فتاب هو تعالى يبدل سيئة حسنة فكيف وان كان محسناً فهو يقبل الحسنة منه ويثيبه بها عشر امثالها وان يعطه جميع درجات الجنان بلا حسنة فهو اهل له لانه اهل التقوى واهل المغفرة والحسنة هٰهنا توحيد الله واذا كان صادقاً مخلصاً فى ذلك فدرجاته مضاعفة على درجات غيره من العامة ثم اخبر انه تعالى يتفضل على عبده الصادق بلا سبب من عند كرمه وجلاله ما لا يحصي عدده من نوال قربه ومشاهدته بقوله { وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً } والاجر العظيم مشاهدته.