الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ ٱنتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً }

قوله تعالى { إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ } كان رسول الله الى عباد الله بامانة الله وهى نور جلاله الذى برز من وجهه لهم الا ترى كيف توجهوا اليه وصاروا عاشقين به كما عشقت ملائكة الله لوجه ادم ولذلك سجدوا لآدم وذلك من تجلي كلمته الازلية التى ظهر نورها فى مريم وكان فى ظاهره وباطنه روحا صدر من زند نعوت الازل حين انقدحت لظهوره من العدم وأدنى عيسى خاصية فرده افضل من خاصية آدم لان هناك قالوَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي } خصه بالروح منه فيه وهٰهنا قال { وَرُوحٌ مِّنْهُ } يعنى ظاهر صورته وروحه بمجموعها وروح منه العالم بأسره صورة وروح تلك الصورة هى الانبياء والاولياء قال عليه السلام " بهم يمطر وبهم ينبت وبهم يدفع البلايا ".