الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا ٱلْمَسِيحَ عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً } * { بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً }

قوله تعالى { وَلَـٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ } كان روحا روحانيا إلهيا يحيي الاموات به حيث يبرز نور الالوهية منه لها لانه من الله سبحانه بالقدر فلما اراد الله ان يرفعه الى جواره رفع الحجاب عن روحه فظهر روحه لبعض خاصته فصار منقوشا بنقشه لان صورة عيسى منقوشة بنقش روحه وهذا منه قوة إلهية وهو كان بها مؤيدا بقلب الأعيان ولا يكون هذا الا من فعل الله المنزه عن مزج لاهوتيه ناسوتية الانسان وادق الاشارة فيه ان الله سبحانه عرف طماع اليهود والنصارى بميلها الى التشبيه وتنفرها من القدس والتنزيه لانهم اصحاب المخائيل الا ترى الى عبدة العجل كيف كان حبهم لها وقول النصارى ان الله هو المسيح فشبه لهم صورة عيسى بنعت الالتباس من تجلى نور اللاهوت من الناسوت لقلة عرفانهم قدس الازل عن نعوت الحدث فغلظ بعضهم وقال بإلهية عيسى وعزير عليهما السلام فعرفهم عيسى مكان المكر فى الالتباس وفات حظهم من رؤيته قصدوه بالقتل فألقى الله سبحانه عكس ذلك الشبه على احد استدراجاً ومكراً فقتلوه لانهم ما وجدوا فيه ما وجدوا فى عيسى من حلاوة الحب ولذة العشق وهذا الفقدان من رفعه الى السماء بقوله تعالى { بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيْهِ } قيل في تفسيرها: لما رفعه الله اليه كساه الريش والبسه النور وقطع لذة المطعم والمشرب وطار مع الملائكة حول العرش فكان انسيا ملكيا سماويا وارضيا.