قوله تعالى { لاَّ يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوۤءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ } بين سبحانه شفقته على العباد حيث لا يرضى بشناعة الغير عليهم ظاهراً فكيف يرضى من نفسه ان يهتك سترهم اعلم انه غيور حيث لا يحب الجهر بالسوء من القول وقوله { إِلاَّ مَن ظُلِمَ } لان حديث المظلوم هفوة وانبساط بين يديه وليس قول السوء فحشاً انما هو الدعاء على ظالمه وهو سميع لدعاء المظلوم على الظالم وهذا كقوله{ وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ } وهذا تسلية وشفاء لعلة المظلوم قال الواسطى لا يرضى الله من عباده باستماع الجفاء الا مثاله الا من جحد نعم الله عنده فى البينات والبراهين.