الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَٱعْتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً }

{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَٱعْتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } بين ان من خالف الطريق وظهر منه الخيانة لم يصل إلى مقام الاول الا بالعبور على هذه الشرائط المخصوصة منها التوبة وهى الخروج من النفس والهوى والرجوع الى الله بمراد الله والاصلاح وهو إصلاح السريرة بنعت تقديسها عن النظر الى غير الله والاعتصام بالله الالتجاء اليه فى جريان القضاء والقدر عليه الاخلاص فى الدين تجريد الاسرار عن النظر الى الاغيار فاذا غير على هذه القناطر فتكون فى السلوك مع العارفين ولكن لم يكن معهم فى مشاهدة رب العالمين لان صحبة المخالف لم يكن مستعدة لما نال اهل المعارف والكواشف وبيان ذلك قوله تعالى { فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } وما قال من المؤمنين اى ليس هؤلاء منهم وان اجتهدوا فى الطريق لان الجاهد وإن اشتد جهده لم يكن عارفا لان المعرفة موهبة الازلية وهبها الواهب لمحبيه بغير علة وهذا اخبار عن قوم محرومين من الوصول الى هذه المقامات وظهر فى فحوى الخطاب ان هذا الخبر منهم انهم لم يفعلوا ذلك قال ابن عطاءَ { أُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ولم يقل من المؤمنين ليعلم ان الاجتهادات لا توثر فى سبق الازل قال ابو عثمان التوبة الرجوع من ابواب الخلاف الى ابواب الائتلاف وقال محمد بن الفضل الاعتصام هو التشبث بالسنة وطرق السلف وقال سهل تابوا من التوبة.