الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلْعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلعِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً }

قوله تعالى { أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلْعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلعِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً } اعلم الحق سبحانه ان جهلة النفوس طلبوا العز من موضع الذل وأخطأوا الطريق فان العزة صفة الازلية ومن لم يكن متصفا بعزة الازلية لم يكن عزيزا بين الاعزاء ويكون ذليلا بين الاذلاء قال على وجه الاستفهام والتعجب ونفى العز عن غيره واضاف العزة الى جلاله وعظمته اى افهم انهم لو يريدون العزة فينبغى ان يطلبوا العزة الى جلاله وعظمته اى افهم انهم لو يريدون العزة فينبغي ان يطلبوا العزة من عند من كان عزيزاً بعزتى يعنى النبى صلى الله عليه وسلم واصحابه واولياءه لان عليهم رداء عزة العزيز قال تعالىوَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } قال محمد بن الفضل كيف تبتغى العزة ممن عزه بغيره فاطلب العزة من مظانه ومكانه قال الله { فَإِنَّ ٱلعِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً } فمن اعتز بالعزيز اعزه ومن اعتز بغيره أذله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اعتز بالعبيد أذله الله فابتغ العز من عند رب العزة يعزك فى الدنيا والآخرة قال ابو سعيد الخراز العارف بالله لا يرى عزة إلا منه قال الواسطى ما مالت السريرة الى حب العز إلا ظهر خسوفها وما مالت النحيرة الى حب الدنيا الا ظهرت ظلمتها عليه فصارت محجوبة وعن الباب مصروفة.