الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }

قوله تعالى { تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ } حسم الله سبحانه ابواب حكمته فى امر فرائضه فى كميتها وكيفيتها على الخليقة لوضع رقابهم على باب الربوبية عجزاً وتواضعاً فى عظمته وكبريائه واستأثر نفسه بعلم ذلك لئلا يتجاوز حدوده احد من خلقه ولكل صادر وارد معارفه وكواشفه حد يمنعه من مطالعة صمديته واحديته وحدود الله برزخ بين بحر الحدث وبحر القدم لا يختلطان لان القدم منزه عن مباشرة الحدثان قال محمد بن الفضل حدود الله اوامره ونواهيه فمن تخطاها فقد ضل فى سبيل الرشد قيل تلك حدود الله أي الاظهار من الأحوال للمريدين على حسب طاقتهم لها فان التعدى فيها يهلكهم وقال ابو عثمان ما هلك امرؤ لزم حده ولم يتعد طوره وقال بعض البغداديين العبد ينقلب فى جميع الاوقات على الحدود دخل فى هتك الحرمات قال الله تعالى تلك حدود الله فلا تقربوها لان المرتع الى جانب الحمى ربما يخالط الحمى.