الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً }

قوله تعالى { وَأَنْزَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ } اى انزل عليك الكتاب شاهداً على ما كوشف لك قبل نزول الكتاب من احكام المشاهدة والمعرفة وما استاثرك من علوم الغيبية لتثبيت فوادك بما وجدت منا قبل نزول الكتاب كقوله:نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ } والحكمة احكام الطريقة واداب القربة ونوادر علوم الالهية { وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ } اى علوم عواقب الخلق وعلم ما كان وما سيكون { وَكَانَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً } بمسابقتك على الانبياء بكشف جمالى وروية ذاتى وصفاتى ودنوك مني حيث قلتدَنَا فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ } وعنى بالفضل العظيم استغراقه فى بحار قدمه وبقاءه بنعت المعارف والكواشف قال الجنيد فى قوله { وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ } عرفك قدر نفسك قال سهل العلماء ثلاثة عالم بالله لا عالم بأمر الله ولا بايام الله وهم المؤمنون وعالم بالله عالم بامر الله لا عالم بايام الله وهم العلماء وعالم بالله وعالم بامر الله وعالم بايام الله فهم النبيون والصديقون وقيل علمتك من مكنون أسراري ما لم تكن تعلمه الا بى قال الواسطى فى قوله { وَكَانَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً } انما عظمه بالمباشرة فاحتمل الذات بعدما احتمل الصفات وموسى احتمل الصفات ولم يحتمل الذات قال بعضهم فضلت فى الازل بفضائل وقد تعثر فى المشاهد العثرة كما قالعَفَا ٱللَّهُ عَنكَ } فتعاتب ثم ترد الى الفضل الذى جرى لك فى الازل قيل فى قوله { وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ } من علو رتبتك على الكافة.