الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَإِذَا قَضَيْتُمُ ٱلصَّلَٰوةَ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ فَإِذَا ٱطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَٰوةَ إِنَّ ٱلصَّلَٰوةَ كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَٰباً مَّوْقُوتاً }

قوله تعالى { فَإِذَا قَضَيْتُمُ ٱلصَّلاَةَ } الصلاة موضع الخدمة والمناجاة فاذا تم العبد فيها بجميع شرائطها فاثمرت له صفاء الذكر على الدوام والذكر مقام المراقبة والمشاهدة فاخبر تعالى عن محصول المقام وزاد تاكيداً بقوله تعالى { فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ } الاشارة فيه اى اذا اخرجتم من مقام الصلاة فينبغى ان تكونوا فى جميع الاحيان كانكم فى الصلاة لان الصلاة هى الذكر بعينها وصورة الصلاة شاغلة عن الذكر الحقيقى الذي هو نور وجه المذكور أي اذا تخلصتم عن آلة الصلاة وعلة الامر فاذكرونى بنعت المراقبة فى جميع أنفاسكم لأنكم في مشهد مشاهدتي واسترحتم بالذكر عن أسباب الذكر فذكركم في القيام حيرة في وجود جلالى ومشاهدة عظمتى وذكركم فى قعودكم سقوطكم فى الوجد عن صدمات سطوات كبريائى بالبديهة وذكركم فى جنوبكم اضمحلالكم فى روية قدمى وبقائى فاذا كنتم فى حالة التمكين وامتلاتم فى انوار ذكرى فينبغى ان تخرجوا من ابواب الرخص والاستراحة فى ساعة الروح وترجعوا الى مقام الصلاة فان اخر سيركم فى ربوبيتى اول بدايتكم فى عبوديتى ثم ان الله سبحانه وقت لايام الخدمة وقتا وهو كشوف ابواب العظمة والكبرياء الذى تجلاه يزعج العباد الى الفناء فى بوادى عظمته وجلاله ولو كان دائما لاحترق الخلائق فيها وفنى العباد باسرها وكيف يوازي الحدث جلال القدم ومن يجرى ان يتعرض بالسرمدية لساحات عظمة الله تعالى أوقعهم فى الفترة غيرة على المعرفة ولم يوقت للذكر وقتا لان ذكره شعاع تلك الشموس وضوء تلك الاقمار وهو قطرات مزن الغيب يحيى بشريانها فؤاد المحبين والموحدين ولههنا مقام الضعفاء والاسراء والله اعلم وأحكم قال ابو عثمان وقت الله العبادات كلها بالمواقيت الا الذكر فانه امرك به على كل حال وفى كل اوان وقال الاستاد فى هذه الآية الوظائف الظاهرة موقتة وحضورالقلب بالذكر مسرمد غير منقطع.