الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ ٱلَّيلِ سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ }

قوله تعالى { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ ٱللَّيْلِ } وصف الله سبحانه احوال أهل الوجود والكشوف والمستانسين به الذين فنوا فى اجواف الليالى قائمين على ابواب الربوبية بنعت الفناء والخضوع حين عاينوا مشاهدة جلاله وجماله من وراء ستور الغيب وحجب الملكوت فساعة دهشوا وساعة ولهوا وساعة بكوا عليه وبه وساعة ضحكوا بما أولاهم الحق من نيل انوار مشاهدته وفيض حلاوة وصلته ولذائذ خطابه ومناجاته وكشفه اسراره عندهم فصرعوا وبكوا وزفروا وصاحوا اذا قاموا بشرط روية جمال بقاء الحق واذا سجدوا سجدوا على شرط روية جلال قدمه وعلموا من لطائف خطابه مكنون اسرار غيبه من العلوم الغريبة والانباء العجيبة لذلك وصفهم بالعلم الالهى الذى استفاد من قربه وصاله وكشف جماله بقوله { هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } كيف يستوى الشاهد والغايب والشاهد يرى ما لا يرى الغايب قال ابن عطا الغايب الذى يجتهد فى العبادة ولا يرى ذلك من نفسه ويرى فضل الله عليه فى ذلك فاذا رجع الى نفسه فى شئ من افعاله فليس بغائب وقال سهل العلم الاقتداء واتباع الكتاب والسنة وقال الجنيد العلم ان تعرف قدر ربك ولا تعدو قدرك وقال ابن عطا العلم اربعة علم المعرفة وعلم العبادة وعلم العبودية وعلم الخدمة وقال ذو النون العلم علمان مطلوب وموجود وقال ابو يزيد العلم علمان علم بيان وعلم برهان وقال رويم العلم مطبوع ومصنوع وقال المقامات كلها علم والعلم حجاب وقال الشبلى العلم خبر والخبر جحود وحقيقة العلم عندى بعد قول المشايخ رحمة الله عليهم الاتصاف بصفة الرحمان من حيث علمه حتى يعرف بالحق ما فى الحق.