الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُوۤ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ }

قوله تعالى { وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ } وصف الله اهل الضعف من اليقين اذا مسه الم امتحانه دعاه بغير معروفه واذا وصل اليه نعمته احتجب بالنعمة من المنعم فبقى جاهلا من كلا الطرفين لا يكون صابراً فى البلاء ولا شاكرا فى النعماء وذلك من جهله بربه ولو ادركه بنعت المعرفة وحلاوة المحبة ليذل نفسه له حتى يفعل به ما يشاء قال الواسطى الخلق مجبور تحت قسمته مقهور فى تحت خلقته وتقديره الا ترى اذا اضافت القلوب واشتدت الامور كيف يفزع بالاخلاص الى الملك الغفور قال الحسين من نسى الحق عند العوافى لم يجب الله دعاءه عند المحن والاضطرار لذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس " تعرف الله فى الرّخاء يعرفك فى الشدة " قال النهرجوري لا يكون نعمة من تحمل صاحبها على نسان النعم نعمة بل هو الى النقم اقرب.