الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ }

قوله تعالى { وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ } هذا حمد بعد الوصول وثناء عليه بعد مشاهدة وصاله من فرح وجدان مواعده الجليلة ومواهبه السنية حمدوه بعد ما وجدوه بالسنة ربانية ملتبسة بنور مدحه استعاروا لسان المدح من الحق فاثنوا به على الحق الا ترى كيف يحمدونه بالسنة حدثية معلولة قاصرة عاجزة قال ابن عطا ان العبيد اذا شاهدوا فى المشهد الأعلى أثار الفضل وما انعم عليهم من فنون النعم التى لم تكن يبلغونها باعمالهم قالوا الحمد لله الذى صدقنا وعده بفضله من غير استحقاق منا لذلك بل فضلا وجوداً وكرما وقال جعفر الصّادق هو حمد العارفين الذين استقروا فى دار القرار مع الله وقوله الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن حمد الواصلين وقال ايضا نظروا فى الدنيا من الله الى الله والى موعوده واثقين بالله ساكنين الى ما اعد الله لهم قال سهل منهم من حمد الله على تصديق وعده ومنهم من حمده لانه يستوجب الحمد فى كل الاحوال لما عرف من نعمه ما لا يعرفه.