الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } * { وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ وَجِـيءَ بِٱلنَّبِيِّيْنَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }

قوله تعالى { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ } النفخ والصعقة ترشح انوار قهر العظمة على الاكوان والاماكن والازمان والهياكل والاشكال والصورة والاشكال والارواح القدسية الملكوتية فى اكناف الطاقة قائمة بوجوده لا يقع عليها تلوين الصفات والفزع العقوبات وثانى النفخ والصعقة ظهور انوار جماله فى انوار جلاله من ذلك تحيا الانفس وتقوم الاشباح بنور الارواح ينظرون الى سرادق الكبرياء وساحة العظمة والبقاء ينتظرون وقوع نور الكشف بقوله { وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا } يتجلى الحق سبحانه على ارض ارواح العارفين والانبياء والمرسلين وارض قلوب الصديقين والمقربين ويظهر نور جماله لابصار الوالهين العاشقين ثم يستضئ بانوارها ارض المحشر للعموم والخصوص تعالت صفاته من ان يقع على الاماكن وان يكون محلا للحدثان يا عاقل لا يكون ذرة من العرش الى الثرى إلا وهي مستغرقة فى انوار اشراق آزاله وآباده قال سهل قلوب المؤمنين يوم القيامة تشرق بتوحيد سيدهم والاقتداء بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم قال القاسم اشرقت الارض اولياء الله فهم فيها انوار الله ومواضع حجته وغياث عباده وملجأ خلقه وقال جعفر فى قوله الا من شاء الله اهل الاستثناء محمد صلى الله عليه وسلم واهل بيته واهل المعرفة قال بعضهم هم اهل التمكين والاستقامة الذين استقاموا لله على بساط العبودية فمكن الله اسرارهم لحمل الموارد.