الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱللَّهُ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }

قوله تعالى: { ٱللَّهُ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } فهم يا مبارك سرّ هذه الأية فان الله سبحانه اخبر فيها من سر نفسه كان فى ازل الازل بحار الالوهية متلاطمة قهارة زاخرة ولم يكن لمكان قهره مقهور ولعزته ذليل فغلب عزة قهر الجلال سلطانه ونور مشيته وارادته فاوجد الكون فجاء الكون من العدم مقهوراً ذليلا لقهره وعزته قهر المخلوقات اذ لم يكن فى القدم مكان القهر والمقهورية فاذا تصاغر الاكوان فى قدم الرحمن وسطوات كبريائه وكاد ان تضمحل امسكها بلطفه من قهره وهذا معنى قوله وعلى كل شئ وكيل وقال الحسين كل شئ اراد الله به الاهانة والتذليل البسه لباس المخلوقية الا ترى كيف نزه عن ذلك صفاته وكلامه { ٱللَّهُ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ } المخلوقات ليس لها عز الا بالنسبة الى خالقها وانها مخلوقة فبنسبته اليها اعزها.