الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }

قوله تعالى { قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } بسط الحق فى هذه الآية بساط عطايا وفجر أبحر كراماته لعطاش الرحمة ورفع سجوف الغيرة عن اطباق الاسرار أي ايش بكم عبادي منى تخافون ومن رحمتى تقنطون لا تخافوا ولا تحزنوا فانى احببتكم فى الازل وحكمت باجراء الذنوب عليكم وانا عالم فى الازل بذنوبكم قبل وجودكم ولو كنت غضبان عليكم بذنوبكم ما احببتكم فى الآزال اجريتها عليكم لافتقاركم الىّ وعجزكم بين يدى كيف يقدح ذنوب الاولين والأخرين على بحار رحمتى الواسعة وجميع الحدثان اقل من قطرة فى بحار رحمتى فاذا فتحت خزائن جورى يدخل عصيان جميع خلائقي فى حاشية من حواشيها وهذه الآية من اعظم ترجيه العباد جميعا يسلى الله بها قلوب الخائفين الذين يحتشمون من دقائقه فيقول لا باس بكم فانى اغفر الصغائر والكبائر والاسرار والضمائر اطهركم عن الجميع والبسكم انوار رحمتى حتى تبقوا معي أبداً وتنظروا الى وجهى الكريم بلا حساب ولا عتاب ولا حجاب ولا عذاب قال سهل امهل عباده تفضلا منه على أخر نفس فقال لهم لا تقنطوا من رحمتى ولو رجعتم الى بابى الى أخر نفسى لقبلتكم قال الجريرى امر الله عباده ان لا يعتمدوا اعمالهم ولا يقنطوا من التقصير فيها فان الرعاية والعناية سبقت بالعبادة الا تراه يقول { قُلْ يٰعِبَادِيَ } الآية وقال يحيى بن معاذ فى كتاب الله كنوز موجبة للعفو عن جميع المؤمنين منها قوله تعالى { قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ } الآية.