الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ ٱشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }

قوله تعالى { وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ ٱشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } صورة الاية وقعت على الجاحدين والمنكرين الذين ليس فى سجيتهم الا متابعة الاشكال والامثال من حيث التشبيه والخيال لان قلوبهم خلقت على مشاكلة الاضداد والانداد وقبولها ولم يكن فى قلوبهم سجية طباع اهل المعرفة بالله فاذا سمعوا ذكر من لا يدخل فى الخيال والمثال انفضت قلوبهم وصدورهم ونفرت عقولهم عن الاستقامة فى الاقبال الى الموجود الواحد بالوحدانية القديم بالازلية الباقى بالابدية المنزه عن ادراك الخليقة فاذا سمعوا ذكر غير الله من الصور والاشباح سكنت نفوسهم اليها من غاية غباوتهم وكمال جهالتهم وهو مثل الصبيان اذ هم يفرحون بالافراس الطينية والاسود الخشبية ولا يطيقون ان ينظروا الى عدو العاديات وان ينظروا الى صواغم الباديات ومعنى الآية يقع على ضعفاء المريدين الذين طابوا برؤية الالتباس فى مقام المحبة فاذا بدا بادٍ من انوار سطوات عظمته جل جلاله لقلوبهم فنيت قلوبهم وطاشت عقولهم واضمحلت ارواحهم فاذا خرجوا من تلك البحار ورأوا انوار الصفات فى الآيات يستبشرون بقوة الوسائط فى رؤية الصفات قال سهل جحدت تلك القلوب مواهب الله عندها قال ابو عثمان كل قلب لا يعرف الله فانه لا يانس بذكره ولا يسكن اليه ولا يفرح به الا ترى يقول واذا ذكر الله الآية.