الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مَوْتِـهَا وَٱلَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَا فَيُمْسِكُ ٱلَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا ٱلْمَوْتَ وَيُرْسِلُ ٱلأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }

قوله تعالى { ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مِوْتِـهَا وَٱلَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَا } خلق الله الارواح قبل الكون بين النور والسرور وتجلى لها من حسنه وجماله فارتاحت بروح ملكوته واستبشرت بجمال جبروته فلما ادخلها فى الاجساد وانقبضت من الاحتجاب بها عن تلك النسائم فنشأت واستنقشت نفحات معادنها فى الاشباح فيتلطف عليها الحق سبحانه فيخرجها كل ليلة من الاشباح ويطيرها فى بساتين ملكوته ويلبسها سربال نوره حتى تجددت عليها لذائذ المحيات وحلاوات المشاهدات وتزيد رغبتها فى قرب مولاها وخدمته فمن حان اجلها من خروجها من الدنيا الى الحضرة يمسكها عند توفيها اما بالموت واما بالنوم ومن بقى لها بعض سيرها فى علام الامتحان يرسلها الى محلها الى وقت خروجها بالكلية الى عند مولاها وفى الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال " ان ارواح المؤمنين يصعد كل ليلة الى تحت العرش فمن نام على طهارة اذن لها بالسجود ومن لم ينم على الطهارة لم يؤذن " قال سهل ان الله اذا توفى الانفس اخرج الروح النورى من لطيف نفس الطبع الكثيفى فالذى يتوفى فى النور من لطيف نفس الطبع لا لطيف نفس الروح والنائم تنفس تنفسا لطيفا وهو نفس الروح الذى اذا ازال لم يكن للعبد حركة وكان ميتا وقال حياة نفس الطبيعى بنور لطيف وحياة لطيف نفس الروح بذكر الله وقال ايضا الروح يقوم بلطيفة فى ذاتها بغير نفسى الطبع الا ترى ان الله خاطب الكل فى الذر بنفس وروح وفهم وعقل وعلم لطيف بلا حضور طبع كثيف.