الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْـلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَـادٍ }

قوله تعالى { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } فيه من العتاب نبذة من الحق عاتب عباده بلفظ الاستفهام هل يجرى على قلوبهم الى تركهم عن رعايتى وحفظي كلا بل انا راعيهم واحفظهم عن منازل الخطرة لا يضر بهم جريان امتحانى فانى احببتهم فى ازل ازلى فبقى محبتى لهم الى ابد الابد لا تسقطهم عن عينى ومن يجترى ان يقوم بمخاصمة من فى نظرى وهذا مذهب كل متوكل راض عن ربه من حيث ما رأى من محافظته وخفايا الطافة ما يطمئن به صدره عند كل مهالك قال ابو بكر بن طاهر من لم يكف بربه بعد قوله اليس الله بكاف عبده فهو فى درجة الهالكين قال ابن عطا خلع حبل العبودية من عنقه من نظر بعد هذه الأية الى احد من الخلق او رجاهم او خافهم او طمع فيهم وقال الاستاذ اليس استفهام والمراد منه التقرير والله كاف عبده اليوم فى عرفانه لتصحيح ايمانه ومنع الشرك عنه وغدا فى احسانه بادخاله جنته وتاخير العذاب عنه وما بينهما فكفايته تامة ولا منه عامة.