الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ }

قوله تعالى { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ } فرق الله بين موت حبيبه صلى الله عليه وسلم وبين موت غيره فى مضمون الخطاب ومظنة الاشارة الى انك ميت عند صعقات سطوات تجلى ازلياتى حيث تفنى فى ضباب عصمتى عند ظهور انوار كبريائى حتى لا تحاسب عن وجودك فى ظهور وجودى انك فان الحادث اذا قورن بالقديم زال الحادث وبقى القديم وانهم ميتون بنزع الارواح منهم وايضا انك ميت انك منسلخ من العلل الانسانية حى بالانوار الربانية وانهم ميتون عن رؤية شرفك وعن ادراك مقاماتك انك ميت عن غيرنا حى بنا وانهم ميتون عن الدنيا فاذا كان يوم المعاد تظهر مقامات كل احد فخص بعضهم بالانبساط وبعضهم من الكمود على ما فات عنه من كريم مواهبه السنية ولطائفه الكريمة قال ابن عطا انك ميت اى غافل عما هم فيه من الاشتغال بالدنيا وانهم ميتون بما كوشفت بها من حقائق التقريب والقرب وقال بعضهم انك ميت عن بشريتك باطلاع بركات الحق عليك قيل انك ميت عن رؤية الاكوان بما فيها بمشاهدة المكون وقال ابو العباس بن عطا انك ميت عن شواهد ما استتر وانهم ميتون عن شواهد ما اظهر.