الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ }

قوله تعالى { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } اى القرأن صفته الازلية يذكر للعالمين شمايل جماله وجلاله ويظهر كنوز اسراره وانوار ذاته وصفاته لمن له فهم عقل ومعرفة قال ابن عطا يطرد به عند الغفلة ليعتبر به المعتبرون وقال عبد العزيز المكى فى قوله انظرنى الى يوم يبعثون لم يعلم المسكين باى سهم رمى وباى سيف قتل وباى رمح طعن وباى نار احرق وفى اى جُب القى ولو علم ذلك لما قال رب فانظرنى الى يوم يبعثون بل مات ترحا وحزنا وتفتت كآبة وغما ولكنه سُتر عليه ما عومل به حتى لم يجد من ذلك الما وما احسَّ منه وجعاً فلم يبال بما قيل له حتى قال لقلة مبالاته رب فانظرنى الى يوم يبعثون قال فانك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم، فاغترّ المسكين بالمدة الطويلة ولم يعلم أن ما هو آت قريب ولا يزداد بطول المهلة إلا الذلة والتخيب وما وقع لى هٰهنا نكتة انه كان فى الازل ذائقا طعم بعض الوصال فى عالم اللطفيات ولم يكن مع الخبر من عالم القهريات شيئا فلما وصل اليه بطش قهر الجبروت استنظر حتى يخوض فى بحار قهره كما غاص فى بحار لطفه لكى لا يدركه فيض سعة رحمته ليستوفى سريات القهريات كاستيفائه شربات اللطفيات حتى يكون من كلا الجانبين على حظ وافر من علومه وربوبيته وغلط المعلون لو وافق الامر لوجد معاني الصفات والذات والقهريات واللطفيات على صورة الانس والراحة كالانبياء والاولياء والملائكة المقربين.