الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَءُنزِلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فَي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ }

قوله تعالى { أَأُنزِلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بْل هُمْ فَي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي } كانوا منطمسة العيون عما البسه الحق من انوار ربوبيته وسنا جلاله وجماله لم يروه الا بالصورة الانسانية التى هى ميراث أدم من ظاهر الخلقة فهذا كقوله ينظرون اليك وهم لا ينظرون استبعدوا اصطفائية حبيبه بالوحى ولم يعرفوه بانه اثر الله فى العالم ومشكاة تجلية حتى قالوا مثل ما قالوا عجبوا ان جاءهم منذر منهم رأوا نفوسهم خالية عن مشاهدة الغيوب وادراك نور صفات الحق فقاسوا نفس محمد صلى الله عليه وسلم بانفسهم ولم يعلموا انه كان نفس النفوس وروح الارواح واصل الخليقة وباكورة من بساتين الربوبية يا ليت لهم لو رأوه فى مشاهد الملكوت ومناصب الجبروت ان خاطبه الحق بلولاك لما خلقت الافلاك قال بعضهم فى قوله وعجبوا ان جاءهم منذر منهم لما اكرمناهم به من اشرف الرسل فلم يعرفوا حقه ولم يشاهدوا ما خصوا به من فنون المبار والكرامات.