الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِٱلسُّوقِ وَٱلأَعْنَاقِ }

قوله تعالى { رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِٱلسُّوقِ وَٱلأَعْنَاقِ } هذا من جملة امتحان الله سبحانه عبده سليمان فى مقام المعرفة والمحبة هو بجلاله وعزته ذوقه طعم عشقه ومحبته ثم عرض نفسه بنعت ظهور حسن جمال تجليه ليزيد عليه شوق جماله فراى ذلك الحسن والجمال قد ظهر من الصافنات الجياد فشغله تلك الروية عن حقائق الفردانية وتجرد الوحدانية عن الوسائط وغاب عنه شمس جمال القدم صرفا فادرك نفسه خاليا عن شهود عين العين فغار على احواله فقال ردوها على فلما قدس طرق الوحدانية بمكنسة الغيرة رجعت اليه انوار الالوهية والفردانية بنعت الكشف وذهاب الحجاب فلما مسح الصوافن شكراً لانعامه وغيرة على سلطانه سخر الله له الريح التى جناحاها بالمشرق والمغرب قال ابو سعيد القرشى من غار لله وتحرك له فان الله يشكر له ذلك الا ترى سليمان لما شغله الافراس عن الصلاة حتى توارت الشمس بالحجاب قال ردوها على فطفق مسحا بالسوق والاعناق قيل انه كان عشرين الف فرس منقشة ذوات اجنحة اخرجه الشياطين من البحر فشكر الله له صنيعه فسخرنا له الريح أبدله مركبا اهنى منها وانعم وقال ابن عطا شكر الله صنيعه وأبدله فرسا لا يحتاج الى رائض ولا الى علف ولا يبول ولا يروث.