قوله تعالى { فَٱلْتَقَمَهُ ٱلْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ } كان يونس عليه السلام من اهل التوحيد والمعرفة والعشق وكان يسبح فى بحار الالوهية والربوبية ويجد منها جواهر الازليات والابديات ولآلئ اسرار المعارف والكواشف فبلغ قعر عين الاوليّة والاخرية وصار متلاشيا فى حجج بحار الذات وخارجا بنعوت الاتحاد من حجج الصفات وكاد ان يدعى ما يدعى اهل السكر فى الانائية فالتقمه حوت قهر غيرة الإلهية وهو ملام حيث ما انسلخ من اوصاف الحدوثية وكاد ان يبقى فى بطن حوت القهر فاغاثه عرفان بقاء الحق بعد عرفانه بفنائه فيه ونجاه من طوفان قهر الازل ولم يبق فى الحيرة والغيرة بقوله { فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } اى فلولا كان من العارفين بقدس الازل وتنزيه الابد للبث فى حجاب الغيرة وفيه حقيقة شطح العارفين انه كان عليه السّلام فى حجال الخلوة فى بطن الحوت وهى كان له معاريج مشاهدة القدم اى لولا انه كان من الانبياء والمتمكنين من اهل القدوة والاسوة لبقى فى مشاهدة القدم والى يوم البعث الى محشر ما فيه تجلى الجلال والجمال التى قال سبحانه واشرقت الارض بنور ربها ولكن كان رحمة البلاد والعباد ليعرفهم منازل الابرار والاتقياء ومقام العبودية والربوبية وقال سهل من المسبحين اى من القائمين بحقوق الله قبل البلاء قال ابن عطا من العارفين بنا المتعرفين الينا قبل وقوع ما وقع.