الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ }

قوله تعالى { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ } ان فى خلق الانسان ووجوه الحسان من علامات قدرته اكثر مما يكون فى الكون لان الكونين والعالمين فى الانسان معجون وفيه علمه معلوم ولو عرف نفسه فقد عرف ربه لان الخليقة مراة الخليقة تجلت فى الخليقة لاهل المعرفة ورب قلب ميت يحيا بجماله بعد موت جهالته واحياوه بمعرفته قال الواسطى ضرب الامثال فى القرآن اعلاما لصحة الطرق للموحدين على حدة وللعالمين على حدة ليعلموا ان قليلا من روائح نفحاته خير من كثير توحيدهم ومعاملاتهم وقال فى قوله من يحيى العظام وهى رميم من يحيى القلوب الميتة بالقسوة والاعراض عنه فيردها الى التفويض والتسليم والتوكل والاقبال عليه.