الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكْرَ وَخشِيَ ٱلرَّحْمـٰنَ بِٱلْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ }

قوله تعالى { إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكْرَ } الانذار لا يوثر الا فى اصحاب الذكر لانهم فى مشاهدة عظمة المذكور يفزعون منه باقدار ما شاهدوه من العظمة والكبرياء فبركة موعظة الصادق تزيد لهم تعظيم الله واجلاله وتابع الذكر تابع السنة ثم تابع الحال والوقت والوجد حتى فنى هو فى ذكره وفنى ذكره فى رؤية مذكوره لانه شاهد العظمة بنعت الفناء فى الحضرة حين غاب عن الخلق بقوله { وَخشِيَ ٱلرَّحْمـٰنَ بِٱلْغَيْبِ } علم الرحمن فى غيب الرحمن { فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ } لما جرى عليه من وقفه الحال وكشف المشاهدة الكريمة الازلية الابدية قال الحسين اشرف منازل الذاكرين من نسى ذكره فى مشاهدة المذكور وحفظ اوقاته من الرجوع الى الرؤية الذكر.