الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }

قوله تعالى { إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ } الخوف عموم والخشوع خصوص وقد قرن سبحانه الخشية بالعلم بالله وجلاله وقدره وربوبيته والعبودية له وحقيقة الخشية وقوع نور جلال الحق فى العارفين ممزوجا بسنا التعظيم ورؤية الكبرياء والعظمة ولا يحصل ذلك الا لمن شاهد القدم والازل او البقاء والابد فمن زاد علمه بالله زاد خشيته لقوله عليه الصلاة والسّلام والتحية فالاكرام " انا اعرفكم بالله واخشاكم منه " قال ابن عطا الخشية اتم من الخوف لانها صفة العلماء وقال النصرابادى خشية العلماء من الانبساط فى الدعاء والسؤال قال حارث العلم يورث الخشية والزهد يورث الراحة والمعرفة تورث الانابة وقال الواسطى اوايل العلم الخشية ثم الاجلال ثم التعظيم ثم الهيبة ثم الفناء فاذا فنيت هربت ثم نسيت حتى نسيت افعالها وقال الاستاذ الفرق بين الخشية والرهبة ان الرهبة خوف يوجب هرب صاحبه فيجرى فى تفرقه والخشية اذا حصلت كبحت صاحبها فيبقى مع الله فقدمت الخشية على الرهبة فى الجملة.