الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ }

قوله تعالى { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ } فطرة الانسانية وقعت من الغيب مضطربة متحركة الى الازل بنعت الافتقار اليه كانجذاب الحديث الى المغناطيس لانها وقعت بنعت العشق والعاشق مفتقر الى معشوقه انفعالاً فمن عرفه بالازلية والابدية يفتقر اليه افتقاراً قطعيا لان بقاءه لا يكون إلا به واذا كان كذلك صار غنيا بالله متصفا بغناه غنى به عن غيره مفتقراً اليه فاذا كان فى محل الصحو يكون مفتقراً اليه واذا كان فى محل السكن بقى فى رؤية غناه عنه فصار محجوباً عنه ولا يدرى قال الحسين على مقدار افتقار العبد الى الله يكون غناؤه بالله وكلما ازداد افتقاراً ازداد غنى قال الواسطى من استغنى بالله لا يفتقر ومن يتعزز بالله لا يذل وقال جعفر الصادق انتم الفقراء بذل العبودية والله الغنى بعز الربوبية لان الربوبية القهر والغلبة والعبودية الخضوع والاستكانة.