الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَٱلَّذِينَ يَمْكُرُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ }

قوله تعالى { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعاً } سهل الله سبحانه طريق الوصول الى العزة القديمة لطلاب العزة وهو الاتصال بصفاته والتخلق بخلقه فاذا عرفه بالعزة صار منورا بنور عزته عزيزاً بما كساه الحق من سناء عزته فاذا كان مزينا بنور العزة صار سلطانا من الحق بذل عنده جبابرة العالم ولا يكون ذلك الا بعد فنائه فى بقاء الله قال سهل العزة النصرة فليطلب ذلك من عند الله وموالاة اوليائه ومعاداة اعدائه ثم بين سبحانه أن لا يصل اليه الا ما بدا منه بقوله { إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ } الكلم الطيب ما تلقفه الارواح القدسية فى بدو الازل من الحق سبحانه حين قال الست بربكم قالوا بلى ولا يصل ذلك الا إليه لان الحدثان لا يكون محل الافراد الفردانية بل الازلية مصادر التوحيد الا ترى كيف قال اليه يصعد يعنى لا الى غيره والعمل الصالح عمل القلب وهو محبة الله والشوق الى لقائه والمحبة والشوق ايضا مصدرهما صفة الحق فيصحبان الكلمة لان الكلمة والمحبة خرجتا من معدن الالوهية فمنه بدأ واليه يعود قال سهل ظاهر الدعاء الصدقة وباطنه عمل بالعلم والاقتداء بالسنة يرفعه او يوصله الاخلاص.