الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَٱلْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ٱعْمَلُوۤاْ آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ }

قوله تعالى { ٱعْمَلُوۤاْ آلَ دَاوُودَ شُكْراً } لما بلغ الله داود وسليمان الى محل التمكين من المعرفة والتصرف فى المملكة الذى هو أخر درجة من درجات الصديقين طالبهم بشكر ذلك النعمة اعملوا آل داود الشكر الحقيقى اى بذلوا انفسكم فى خدمتى واعرفوا معطيَكم بسقوط نظركم عن العطا فان الشكر الحقيقى معرفة المشكور على ما هو به قال ابن عطا اعلموا من الاعمال ما تستوجبون به الشكر وقال الانطاكى اصل الشكر الطاعة والتوبة والشدة بالقلب قال الله اعملوا أل داود شكرا ثم شكا من الاكثر من قلة شكرهم بقوله { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ } اى قليل من واقف بوقف الفناء فى مقام الحياء حين عاين قدم الالوهية وروية مواهب السنية بغير علة قيل قليل من عبادى من يرى الطاعة منة منى عليه قال بعضهم الشاكرين من العباد قليل والشكور من الشاكرين قليل والشكار من الشكور قليل.