الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لِّيَسْأَلَ ٱلصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً }

قوله تعالى { لِّيَسْأَلَ ٱلصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ } ان الله سبحانه اراد بذلك السؤال ان يعرف الخلق شرف منازل الصادقين فرب قلب يذهب من الحسرة حيث ما عرفهم وما عرف قدرهم قال الله تعالىذَلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ } ولصدقهم استقامت اسرارهم مع الحق فى مقام المحبة والاخلاص قال القاسم لا سوال اصعب من سوال الصادق عن صدقه فانه يطالب بصدق الصدق وعجز المخلوق جمع عن الصدق فكيف يبحث عن صدق الصدق قال الواسطى الباطن منه ان يسالهم عن التوسل الى من لا وسيلة اليه الا به عندها تذوب جسومهم وينقطع أمالهم وصار صدقهم كذبا وصفاؤهم كدرا واستوحشوا من مطالعته فضلا عن التزين به وذكره قال سهل يقول الله لهم عملتم وماذا اردتم فيقولون لك عملنا وإياك اردنا فيقول صدقتم فوعزته لقوله لهم فى المشاهدة صدقتم الذى عندهم من نعيم الجنة.